"أنا لست مهتمًّا بالعلوم والتكنولوجيا" لم يعد خيارًا بعد اليوم
لا شكّ في أن العالم يتحوّل من يوم إلى آخر ويتغيّر بوتيرة سريعة جدًا.
يذكر البعض أنّ البشر، بصفتهم مخلوقات واعية (ولكن ليست ذكية جدًا)، تمكّنوا أخيرًا من تسريع التطوّر البيولوجي الدارويني ليتغيّر بذلك العالم ويصبح كما نعرفه، وذلك في غضون سنوات بدلاً من عقود أو أجيال.
إذا اتّبعنا قانون مور الذي ينصّ على أن سرعة أجهزة الكمبيوتر وقوّتها ستتضاعف كل ١٨ شهرًا، فيمكننا أن نثبت علميًا أن الشهادات التقنية (التي يستغرق نَيْلها ٤ سنوات) لا قيمة لها من منظور تقني، إذ بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى منتصف تخصّصك، سوف يصبح ما تعلّمته منتهي الصلاحية!
ويدلّ كل هذا على سرعة التقدّم التكنولوجي الذي يحدث في العالم والذي من الصعب إيقافه.
ومن ناحية أخرى، يواجه البشر مشاكل جمّة مثل نقص الغذاء والطاقة وتدهور البيئة وانتشار الأوبئة. فنحن نتسابق إلى تدمير كوكبنا. وعلى عكس الطفيليات وفيروسات الكمبيوتر (التي لدينا الكثير من القواسم المشتركة معها)، لا نملك مكانًا آخر للعيش فيه (مارس روفر، نحن نعتمد عليك!).
نعيش في عالم تحرّكه التكنولوجيا ويتغيّر باستمرار. ويشهد المستقبل القريب مشاكل وجودية تهدّد حياة كل من نعرفه ونهتمّ لأمره. ويبقى السؤال: ما الدور الذي نؤدّيه في كلّ هذه الأحداث؟
أمامنا خياران: إما أن نستمرّ في القول إننا لسنا مهتمّين بالعلوم والتكنولوجيا ونترك هذه الموضوعات للخبراء (أيّاً كانوا) أو أن ننضمّ إلى اللعبة ونؤدّي دورًا فعّالًا في إنقاذ العالم.
لا أقصد الترويج لعالم مليء بالمهندسين والعلماء... فذلك مملّ للغاية. ولكن علينا كشعوب امتلاك المعرفة العلمية الكافية لنكوّن آراءً بشأن القضايا المهمّة، مثل استنساخ الحمض النووي وقوانين أسلحة الذكاء الاصطناعي واستعمار الفضاء واللحوم البديلة.
يؤدي التفكير السلبي بشأن العلوم والتكنولوجيا إلى الاستسلام والسماح لمجموعة صغيرة من الأشخاص في العالم بالتحكّم في مستقبلك ومستقبل كل شخص تهتمّ لأمره والتحكّم في الحياة على الأرض بشكل عامّ!
أكتب هذا المقال بينما تنتشر جائحة تقلب عالمنا رأسًا على عقب. وقد حذّرنا منها العديد من "العلماء" وكان بإمكان حلول الذكاء الاصطناعي القائمة اكتشافها مسبقًا. كلا، لم تكن مؤامرة، بل ببساطة لم يكن هناك عدد كافٍ من الأشخاص المهتمّين بالعلوم!
وعلى حدّ تعبير بيل ناي "رجل العلوم المذهل": "أكثر ما أؤمن به هو إثارة اهتمام الشباب بالعلوم والهندسة وذلك من أجل تأمين غدٍ أفضل للبشرية جمعاء".
- ريان نجدي، مدير العمليات